التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سفير أفغاني سابق: الولايات المتحدة سوّقت للقبول بـ«طالبان»

الاثنين - 7 محرم 1443 هـ - 16 أغسطس 2021 مـ رقم العدد [ 15602]

قال السفير الأفغاني السابق لدى السعودية سيد جلال كريم إن تعنّت الرئيس الأفغاني أشرف غني وعدم جديته في التوصل لاتفاق حقيقي مع «طالبان»، تسبب في تسريع انهيار الولايات الأفغانية في يد عناصر الحركة، بالإضافة إلى خسارة الحكومة الأفغانية لحلفائها من دول الجوار وفقدانها المصداقية وتضرر سمعتها من استشراء الفساد.
وقال كريم في حديث مع «الشرق الأوسط» إن الحكومة الأفغانية خسرت حلفاءها، ومن بينهم الصين وروسيا وإيران والولايات المتحدة وأوروبا، وقد اتفقوا جميعاً على أن الحل هو تشكيل حكومة انتقالية تشمل «طالبان»، وبقية المكونات السياسية الأفغانية، لكن الرئيس غني كان يرفض مع تعذر تحقيق إجماع داخلي على يده، وكان يكتفي بتجهيز الأفغان للحرب لا للمصالحة، ويتهم جيران البلاد بالتسبب في استفحال النزاع وسحب السفراء من بعض الدول.
وأضاف: «خلال الفترة الماضية، الولايات المتحدة وبعد توقيع اتفاقية المصالحة مع (طالبان)، قامت بعمل دبلوماسي كبير لتسويق فكرة المصالحة، ولقبول (طالبان) في المجتمع الدولي، وأقنعوا جميع الدول المجاورة لأفغانستان، مثل الصين وروسيا وباكستان، وحتى الهند وتركيا وغيرها، بالدخول في المصالحة الأفغانية واستقبال وفود «طالبان»، وبذلك أرسلت الحركة وفودها لكل تلك الدول، وكان هذا بمثابة نجاح دبلوماسي لهم».
وعن السيطرة السريعة لـ«طالبان» على الولايات الأفغانية، قال سيد جلال إن «طالبان» كانت متحكمة في القرى والأطراف بما يصل إلى نسبة 50 في المائة، وقد أجرت اتصالاتها بزعماء القبائل لتوسيع سيطرتها، الأمر الذي أشاع جواً من الإحباط بين قيادات الجيش الأفغاني، ودفعهم إلى تسليم مناطقهم لـ«طالبان» التي كانت في المقابل تشجعهم على ذلك، وربما تسلمهم مستحقاتهم من الرواتب المتأخرة، مع زيادة ملحوظة في الحرب الاستخباراتية والإلكترونية التي تتبنى رواية «طالبان». وتوقع سيد جلال سيناريوهين لمستقبل البلاد؛ أحدهما، وهو الأقرب في رأيه، أن تسيطر «طالبان» على مجمل البلاد، وبنتيجته سيتمكنون من الاستحواذ الكامل على الحكم، وربما يشركون النخبة الأفغانية في حكومة تكنوقراط، ويتسامحون مع عمل المرأة وتعليمها، لتحقيق انخراط الحركة في المجتمع الدولي وقبوله بوجودهم. أما السيناريو الآخر فهو قبولهم بشخصية مستقلة كرئيس للوزراء مقبول دولياً، ولكن هذا الاحتمال كان وارداً في حال تماسكت الحكومة، وأجرت مفاوضات مطولة مع «(طالبان) لكن ذلك انتهى الآن».

الرابط:

https://aawsat.com/home/article/3134246/%D8%B3%D9







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...