١
اجعل الآخرين يذكرونك بالخير ويتذكرونك بآثار الإيجابية والمواقف الجميلة ، يحنون إلى مجالساتك ومؤانساتك ، يتوقون إلى ابتسامتك الواسعة وقلبك الكبير الذي يشعرون تجاهه بالانتماء والاهتمام .
حذار أن تترك وراءك ذكرى سيئة أو موقفاً مزعجاً تظن معه أنهم لن ينسوا أيامك أو يحترمون ذكرياتك ، إنهم سينسون شخصك اللئيم ويتذكرون إساءاتك وخيباتك عند أول فرصة للنيل منك والانتقام لقلوبهم وكبريائهم .
المعروف دائماً والطبع الحسن في الفعل والقول والتعامل والاهتمام بالآخرين خير بريد لشخصك ولاسمك ولرسمك ولذكراك ، وخلاف هذا يعتبر من أقل ما يذكر إلا في سوء .
٢
ليس هناك مبرر لتشعر بالحنق على حياتك ، أو تعيش حالة مراجعات دائبة ومجهدة لمكتسباتك من الرجال والأموال .
انطلق بعفوية واسترسل في حياتك وكأن الأيام لن تخذلك ، صحيح أنه لا يصح أن تعيش خباً أدهماً بارداً لا تحيط أمرك بالعناية ولا تهتم لشأنك بالرعاية .
ولكن الأهم أن تكون سهلاً هيناً ليناً سلساً غير جزع ولا فاحش ، فإنهم أكثر أهل الجنة سكنى وأكثر أهل الدنيا سعادة واستبشاراً .
حاول أن تقضي وطرك مما تشتهي ، فإن الشهوة غول كاسر إن لم تقوم بحقه انقض وحشاً يقتات من مخزون رشدك ويفتت كتلة جسدك ، يشغل ذهنك ويبلي فكرك ويذهب عقلك ويشتت أمرك ، خذ حاجتك من الحب والوصل والرغبة والولد وزينة الحياة الدنيا .
إن أخطأ في حقك مخلوق ، اصفح واغفر واعفو فإنها بمجموعها كفيلة أن تشفي قلبك وتداوي أمر صاحبك ، وإذا أحسن إليك أحدهم فبادر المكافأة ورد الجميل وقابله بالحسنى كما ابتدأك ثم إذا ظهر وكأنه تراجع وانكمش فاحمله على أحسن المحامل واترك للتفسيرات الإيجابية أن تبرر له علّها أن تكون أصوب وأقرب .
هذه الحياة نسبية ، لا يدوم حالها ولا يضمن مآلها ولا تُدرك كلها ولا يُقنع أقلها ، إن تعلقت بها عطلتك وإن زهدت فيها أجملتك ، لا يروعك بؤسها ولا يضق بك عسرها وهي فانية بأسرها ، هذه الدنيا يا صديقي مطلعها وأسّها .
٣
لا أرتاح لما أنا عليه ، دائماً أبحث عن فرصة للتغيير ، ألتهم الكتب وأطالع تجارب الناس وأتصفح وجوه المشاريع وهكذا في لهث دائم عن حقيقتي وموقعي من هذه الحياة ، من مستقبلي ، من تاريخي .
لا يدفعني الخوف أو الشك أو الغيرة أو التقليد ، بل تدفعني قناعة شبه راسخة أن الانسان يجب أن يتميز دائماً وأن يمارس التغيير الدوري وأن يتجدد .
لا شكل ثابت لمعنى التغيير فهو قد يعني : التطور أو التحول أو التقدم أو التراجع ، المهم أن تبحث دائماً عن الفرص الأفضل لنفع الناس وتحقيق ذاتك وخدمة دينك واسترضاء ربك .
من معاني التغيير التي أمارسها دائما هو عملية التصحيح ، ليس كل ما أعرفه أو أقوم به هو نافع أو على صواب ، كثير من أوضاعنا يحتاج إلى تعديل وموائمة وأحياناً اجتثاث وتبديل .
كثير من قناعاتنا أو علاقاتنا أو معلوماتنا أو سلوكاتنا تسهم في إبطاء تقدمنا أو انحدار إنتاجنا أو حتى تنغيص حياتنا ، جميل أن نلتفت إليها ونعالجها ونقوم بإحلال المعاني والسلوكات الصائبة والايجابية .
إنه عمل أشبه ما يكون بالكشف الدوري للجسد ومداواة علله ، أو الاهتمام بمعرفة جاهزية المركبة وسلامة أطرافها للطرق الطويلة ومدى احتفاظها بشروط الأمان والسلامة .
يمكن أن يكون من ملامح التغيير الدوري هو " التجديد " ، إذ عليك أن تقتل الروتين الجالب للسأم والتضايق ، عليك أن تبعث نَفَساً ممتعاً لحياتك المكرورة ، وعليك أن تجرب الحياة من طريق آخر وتستمتع بها حتى لا تضج أو تضيق من تكاليفها الثقيلة ومشاقها المتعبة .
تعليقات
إرسال تعليق