التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تفاؤل !




١


الابتلاءات الربانية هي مرحلة إعداد لمستقبل مشرق ، انظر لأهل الأمراض المزمنة أو الذين اقتطع السجن من أعمارهم كثيراً وآخرون تعرضوا لامتحانات صعبة وخانقة ، كانوا يستعدون لمهمة بناء وعمارة أرض وقيادة أمة .
ألا تعرف أن النبي محمد عاش ١٣ عاماً في مرحلة إعداد وتربية وجهاد قبل الهجرة ، لأن الله هيأه لذلك وصنعه على عينه وأحسن تربيته وقد قال له " إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً " .
يثير إعجابي دائماً الأشخاص الذين يستبشرون بالابتلاءات ، يتعاملون معها كتحدي يستفز رغبتهم في الفوز ، إنهم يملكون قدرة عالية على التفاؤل ، تركيبتهم النفسية قوية وصلبة إلى درجة تثير عندك الغبطة ، فسبحان من أعطى وأخذ بحكمة وعدل .






٢


استخدم لغة إيجابية ومفعمة بالحياة ، إن لغتك الخاصة تحتفر فيك المشاعر وتصنع شكل حياتك .
ابتعد عن الألفاظ القاسية والفاحشة ، حتى لا تلطخ لسانك وتثقب أذنيك وتصم سامعيك وتثقل كتابك .
اجعل حديثك مثل عبير زهرة يجتذب الطائرات ، وموسيقى عذبة تصغي لها الآذان ، وحداءاً تطرب له الأسماع وتشتاق لمغناه .
ما إن تستخدم كلمات الحمد والشكر والفأل والاستغفار ، ستشعر أن حياتك بدأت تنزاح لصالحك ، وكأنك تأخذها إلى الطريق الذي تريد ، تماماً وكأنك تصنع حياتك وعالمك مزدحماً بالأفراح وصاخباً بالمفاجآت المبهجة .
الأشخاص الذين يجتهدون في تقتيم الصورة الناصعة ، وتلطيخ المنظر المشرق ، وإظلام زوايا الحياة ، عادة ما يعانون من القدرة على توظيف كلمات متفائلة وإيجابية .
حاول تجنب مثل هؤلاء ، إنهم يؤذونك من حيث لا تدري ويبنون لديك ( تركيبة لغوية سلبية ) ، تنقض على مشاعرك الإيجابية وتقضي على التذاذك بالحياة واستمتاعك بلحظات العمر الماتعة .
اللغة الجيدة ، تصنع فيك الشعور بالحياة ، تدفعك لرؤية الجانب المضي أو الجزء المملوء ، تحول الأشياء الباردة إلى فورة فرح وثورة انتصار على اليأس ، واللغة السلبية ، تخلق بلادة الشعور وتفقدك الحياة .






٣


ابتسم !
سوف تتخلص من سلطان الشيطان لأن تبسمك صدقة تكتب لك به حسنة ، سوف تنتقم من أعدائك بطريقة غير مؤذية ولا عدوانية ، أو بالأحرى سوف تحولهم إلى أصدقاء وستضيفهم إلى رصيد إمكاناتك .
ابتسم !
سوف تطرد مشاعر قاسية تعج في داخلك ، وتتمدد عضلات وجهك مفصحة عن انشراح وانسياح مشرق ، وسوف تتسع ذهنيتك لأفكار إيجابية موحية وتبرق أساريرك وتجلو عيناك ويفتر ثغرك .
ابتسم !
سوف تمارس أفضل أشكال السعادة ، وتعيش أمتع لحظات الحياة ، سوف تحافظ على شبابك وتغذي جسدك بالمزيد من التعافي والاستدواء ، وتضخ فيه رغبة نشطة وحية للحياة .
ابتسم ! إن السعادة أقرب إليك حينها .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...