التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تسجيل «الخط العربي» على قائمة اليونيسكو... بقيادة سعودية

بالتعاون مع 15 دولة عربية 

الأربعاء - 11 جمادى الأولى 1443 هـ - 15 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15723]

قادت السعودية، بالتعاون مع 15 دولة عربية تحت إشراف منظمة «الألكسو»، الجهود المشتركة في تسجيل عنصر «الخط العربي: المعارف والمهارات والممارسات» على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو».

وأوضح الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، أن تسجيل الخط العربي في قائمة اليونيسكو، يأتي مُتسقاً مع توجه وزارة الثقافة لخدمة هذا الفن عبر مبادرات عديدة، من بينها مبادرة «عام الخط العربي» التي تضمنت فعاليات وأنشطة مستمرة على مدار عامي 2020 و2021. وشهدت تفاعلاً مجتمعياً كبيراً، عزز من مكانة السعودية كمرجعية عالمية للخط العربي وفنونه.

ورفع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، شكره للقيادة السعودية على هذا التسجيل الدولي المهم الذي يُترجم الدعم اللا محدود الذي تحظى به الثقافة في المملكة، باعتبارها الحاضنة للعناصر المؤسسة للثقافة العربية الأصيلة، وعلى رأسها فن الخط العربي.

ويُسهم إدراج «الخط العربي» في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونيسكو، بشكلٍ فعال في تعزيز التراث الثقافي غير المادي، وبشكلٍ خاص فنون الخط في المجتمعات المحلية. وهو تاسع عنصر تُسجله المملكة في هذه القائمة، بعد تسجيلها لثمانية عناصر للتراث الثقافي غير المادي، هي: المجلس، والقهوة العربية، والعرضة النجدية، والمزمار، والصقارة، والقط العسيري، ونخيل التمر، وحرفة السدو.


ويعد الخط العربي رمزاً للهوية العربية، وقد ساهم في نقل الثقافة والنصوص الدينية على مر التاريخ. ويمارس الخطاطون المحترفون الخط العربي حسب المعرفة والمهارات والقواعد المكتسبة عبر التلمذة، كما يستخدمه الفنانون والمصممون في أعمالهم الفنية (اللوحات، أعمال النحت، والفنون الجدارية وغيرها) إلى جانب استخدامه من قبل الحرفيين الذين يزينون مختلف المصنوعات اليدوية بالخط العربي.

ويأتي تسجيل الخط العربي على قائمة اليونيسكو ضمن التوجهات الاستراتيجية لوزارة الثقافة وهيئة التراث واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم.

وقد خاض الخط العربي رحلة طويلة، فبعد أن نشأ نشأة عادية وتقليدية، تفاعل مع تطور الحضارة، وتزامن معها توسعاً وازدهاراً، وتحققت له قفزات سريعة بعد الإسلام، حتى وصل إلى سقف الإبداع، والتميز في رسمه وتلوين تفاصيله وتنويعها، حيث تناوله الخطاطون بالتحسين والتجميل، وأضفوا عليه من ابتكارهم جماليات ولمسات بديعة.


وقد تحول عام 2020 إلى مرحلة ذهبية بالنسبة إلى الخط العربي، بعد أن اختارت وزارة الثقافة السعودية أن يكون عاماً للخط العربي، وإبرازه كفن قائم بذاته، ونشر ثقافة استخدامه، وتعزيز حضوره في المناسبات العامة، وتوحيد الجهود والمبادرات لخدمته.

وشهد عام الخط العربي الذي أطلقته وزارة الثقافة السعودية، مجموعة من المبادرات والفعاليات التي ساهمت في إبراز فن الخط العربي بوصفه فناً قائماً بذاته، يعكس ثراء الثقافة العربية، وفتحت آفاقاً جديدة في التعامل مع الخط العربي، تنقله من مصدرٍ معرفي إلى أيقونة تمثل الهوية السعودية والعربية، والفن المتجدد، والإرث الحضاري.

ومن أبرز تلك المبادرات، تنظيم معرض خاص بتاريخ الخط العربي وقصة الكتابة وفنونها منذ فجر الحضارة العربية وإلى اليوم، عبر رحلة معرفية شاملة، وبمشاركة كبار الخطاطين والمصممين المعاصرين من المملكة ومختلف دول العالم، وامتد لثلاثة أشهر في المتحف الوطني السعودي.

كما تزينت المدن الرئيسية في السعودية بجداريات الخط العربي التي أقامتها الوزارة بالتعاون مع عدد من الفنانين، ودمجت بين أنواع الخط العربي وفن الرسم على الجدران «الغرافيتي».

إضافة إلى تدشين منصة «الخطاط» التي تعد أول منصة إلكترونية متكاملة لتعليم الخط العربي وفنونه عن بعد على أيادي المتخصصين وذوي الخبرات، كما أعلنت وزارة الثقافة تعاونها مع وزارة الرياضة بتغيير كتابة أسماء لاعبي كرة القدم على قمصان الأندية من اللغة الإنجليزية إلى العربية.


الرابط:






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم،...