السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية
أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة.
يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم.
وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم، ومنصة لاستعراض أفضل منتجات الفـــــن والإبداع، وهو دعـــــــــوة مفتوحة للتـــــــأمل واستشـــــــراف آفاق واسعة من التجارب الفنية والتعرف على الحراك الثقــــــــــافي المحلي والدولي، بالإضــافة إلى إطــــــلاق مسارات مهنية جديدة.
وأشار الطوق خلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد أمس (الجمعة)، بمناسبة إطلاق بينالي الدرعية، إلى أن هذه اللحظة الاستثنائية تمثل رسالة إلى العالم لاكتشاف تطورات مجتمعنا، عبر أول بينالي دولي يقام في السعودية، وكل العطاءات والإنتاجات والفعاليات المصاحبة له والمرافقة لكل التحولات النوعية التي يشهدها الوسط الثقافي السعودي.
من جهتها قالت آية البكري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة بينالي الدرعية، إن السعودية تشهد نقلة نوعية على مختلف الأصعدة، ويشـكل الفن جزءاً كبيراً من هذه المسيرة التنموية العريضة.
وأشارت إلى أن مؤسسة بينالي الدرعية وضعت على رأس أهدافها منذ انطلاقتها، توفير منصة إبداعية لفتح الحوارات والتبادل الثقافي بين المجتمع المحلي والعالمي، ويشمل ذلك وضع تصورات مفاهيمية حول البينالي، بما يتناسب مع السياق المحلي، وما يمكن تحقيقه من هذا الحدث الاستثنائي.
ويُزاح الستار اليوم (السبت)، عن الحدث الفني المهم «بينالي الدرعية للفن المعاصر»، في نسخته الأولى تحت عنوان «تتبّع الحجارة»، وهو اقتباس من قول مشهور: «عبور النهر من خلال تتبع الحجارة»، واشتهر في أوائل الثمانينات من القرن الماضي في دولة الصين.
ويعبّر شعار «تتبّع الحجارة» عن أسلوب معين في الانتقال من إحدى ضفتي النهر إلى الأخرى، خطوة بخطوة، ولكن بثبات وحكمة؛ بما يسمح بالابتكار والتجربة وتكرار الخطوات الناجحة، وتعبّر هذه المقولة التي تبناها بينالي الدرعية، عن منهجية متّبعة في التخطيط المجتمعي، خلال فترات التحول والانتقال، ولكن يسع تطبيقها أيضاً على الأساليب الإبداعية، التي يتّبعها الفنانون، فالفن يلعب دوراً محورياً خلال التغيرات الكبرى، حيث يكشف للمشاهدين مفاهيم جديدة، ويتيح للأفراد تصور أنماط مغايرة للحياة، كما يمنح مساحة للتفكير في الأفكار النقدية ومناقشتها.
ووقع الاختيار على فيليب تيناري، المدير والرئيس التنفيذي لمركز الفن المعاصر (UCCA) في الصين، ليكون القيّم الفني على الحدث بالاشتراك مع كلٍّ من وجدان رضا، وليوان شيشوان، ونيل جانغ.
وقال تيناري، خلال المؤتمر الصحافي الافتتاحي: «شرف كبير وجودي هنا، حيث نفتتح أول بينالي عالمي في السعودية، وإتاحة الفرصة لي للعمل كمقيم فني، والمشاركة في خطوة مهمة للفن في السعودية هي الأولى من نوعها».
وأضاف: «اختيارنا موضوع تتبع الحجارة، التي تأتي كتعبير عن عبور النهر، تمثل البحث خلال التغيرات الاجتماعية، وتراكم الانفتاح الذي تشهده السعودية، وهو تعبير مجازي للنشاط الثقافي والتطور الاجتماعي والاقتصادي، يعكس الحركية والديناميكية والاستعداد للتغيير في السعودية، وكيفية التعاطي مع الثقافة العالمية والمحلية».
وأشار تيناري إلى أن البينالي يشكّل منصة لفتح مساقات الحوار مع الفن والفنانين العالميين، وفصلاً جديداً للفن المعاصر، ومع فتح المعرض للجمهور مجاناً، ولثلاثة أشهر، للاحتكاك بمفهوم الفن المعاصر، وإيصال الفن السعودي إلى آفاق أكبر، من شأنه أن يثري التجربة المحلية، ويستثمر الإمكانات الجغرافية والعناصر الثقافية السعودية.
وأضاف: «الجديد في البينالي هو إيجاد نوع من الحوار، وفتح الأبواب لعموم الناس، وخلق مثل هذا التفاعل ضمن هذه الفعاليات، سيحفز المزيد من التطوير التلقائي، وأساس ذلك وجود مستوى أوسع من المشاركة وانخراط الجمهور، وبعد ثلاثة أشهر سنلمس النتيجة».
بينالي الدرعية للفن المعاصر، الذي يجمع أعمالاً لـ64 فناناً وتعاونات فنية من جميع أنحاء العالم، يمتد على ستة أقسام في المستودعات التي تمت إعادة إحيائها مؤخراً في حي جاكس الفني في منطقة الدرعية شمال مدينة الرياض.
ويضم البينالي فنانين من أجيال متعددة من مواليد الفترة بين عقدي الأربعينات والتسعينات، وتتنوع أعمالهم بين الرسم والنحت والأفلام والأعمال التركيبية والفنون الأدائية.
وتتطرق أقسام البينالي إلى عدة مواضيع رئيسية، بدءاً من الذاكرة الثقافية، ووصولاً إلى الحداثيات البديلة، والممارسة الاجتماعية، والعصر الحالي الذي يركز على مدى تأثير البشر على كوكب الأرض.
ويهدف المعرض في جوانبه المختلفة، لإطلاق حوارات تجمع بين المشهد الفني الذي يشهد زخماً متسارعاً في السعودية، ونظيره في العالم، واضعاً أعمال 27 فناناً سعودياً مشاركاً في دائرة الضوء ضمن حوار مع فنانين دوليين.
https://aawsat.com/home/article/3352871/%
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
التسميات
الشرق الأوسط- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
thanks nice information, please visit my web:
ردحذفuhamka web
click here