لا تزال إيران تمارس لعبة الشد والجذب في ظل التوتر المتصاعد الذي تشهده المنطقة، اعتدت مجدداً - حسب ما تجمع عليه الاستنتاجات الأولية - على ناقلات نفط في خليج عمان، ثم أنقذت طواقمها وأسعفت ٤٤ بحاراً ألقوا بأنفسهم في المياه. ليس لدى إيران سوى خيارات صفرية ، فهي إما تذعن لشروط التفاوض المذلة التي أعلنها بومبيو لأي طاولة نقاش تجمعه بالإيرانيين. أو إطالة عمر العقوبات القاسية التي تعانيها الآن بما يصل إلى تصفير مواردها ومدخراتها ويشل قدرتها على الصبر والانتظار. وأمام هذه الفرص الضيقة لتجاوز أزمتها ، تفضل طهران دفع وكلائها لافتعال حوادث متفرقة لتثقب جدار الإرادة الأمريكية، وتجرّ اهتمام العالم إلى المنطقة بتهديد استقراره الاقتصادي. أو بزيادة أسعار النفط التي ستشكل - حسب رأي طهران - ضغطاً دولياً على ترمب يضطره للتواضع في شروطه والقبول بالحد الأدنى من إذعان إيران دون أن يلغي قدرتها على المراوغة والخروج من تضييق الخناق بأقل الخسائر والالتزامات. ورغم الزيارات غير العادية من بعض زعامات العالم ممن يتحسسون التهديد الذي قد يعصف بأسواقهم ، لكن الحل لا يمكن ولا يكمن إلا عبر خط ترمب - خامنئي ، وما زالت...
مجموعة من المقالات والخواطر يكتبها عمر علي البدوي ( تويتر : omar_albadwi )