اقتنعت الدول المتقدمة أن الاستثمار في مجال الموهبة سبيل تقدمي مهم ، فحشدت للموهبة مدارس التدريب والتطوير ورسمت لها برامج الرعاية والاهتمام الفائقة في سبيل الحفاظ على ثروة وطنية لا تنضب وتحقيق أعلى درجات الاستفادة منها . ولكن التحدي الحقيقي الذي تمسكت به الأمم المتحضرة هو إفساح المساحات الحقيقية لتتنفس الموهبة الصعداء ، ومنح الفرص التي تحقق للموهبة درجة كافية من التمكين والحضور الواقعي في مفاصل المجتمع . الموهبة تشبه السمكة في طريقة العيش ، ولذا لن تعيش الموهبة طويلاً إلا في بحر من الفرص الثرية ، وتبقى الفرص الضيقة والشحيحة بمثابة أحواض السمك التي تتخذ للزينة والاستعراض ليس إلاَّ . يمكننا الادعاء برعاية الموهبة والاهتمام بها تعليمياً وتدريبياً ، ولكن السؤال الحقيقي الذي تكمن في إجابته الاستثمار الناجع للمستقبل ، هو حجم الفرص الممنوحة لتعيش الموهبة حقها في الانطلاق والبناء والفاعلية على الأرض . الوطن لا يستغني عن مواهب أبنائه ، وهي لا تتنفس إلا في محيط الأوطان التي ولدت فيها وترعرت تحت سمائها لتنبعث في أجوائها وتشرق في فضائها . الشباب أحوج ما يكون إلى الفرص المتاحة ، ي
مجموعة من المقالات والخواطر يكتبها عمر علي البدوي ( تويتر : omar_albadwi )