شعور عارم بالبهجة ، بالنشوة ، بالعجب ، باللاشيء ولكنه إحساس ممتع وتفكير غاية في الإيجابية وابتسامة واسعة عريضة صادقة حقيقية ليست تلك الصفراء التي تجامل بها الظروف الصعبة .
مساكين نحن البسطاء ، أحلامنا صغيرة ورغباتنا لا تتجاوز أن نصحو على صباح مفعم بالصحة والانطلاقة وظهيرة لا تقل عن صباحها في الأنس والراحة ثم مساء يعج بالأصحاب أنفسهم لا غيرهم بقلوبهم البيضاء الكبيرة ووجوههم التي تعرفها جيداً وتحفظ عنها أدق تفاصيلها .
تعرف تلك العلامة الفارقة ما قصتها ، وذلك الخدش المندمل ما حكايته ، بنفس تفاصيلهم التي باتت في صندوق الذكريات ونفس مواقفهم الصادقة التي اختزنتها في أحشاء الأيام الخوالي .
إنهم المكسب الحقيقي بالفعل والثروة التي لا تنتهي بشرط أن تكون أنت أنت لا سواك رجلاً صادقاً صالحاً لا تغيره الأيام ولا تبدله المساءات حتى لو قابلتك بقبحها يوماً ما ، إنها تريد أن تذيقك الفرق بين الارتياح والانقباض بين الانبساط والاحتقان بين الهم والفرح بين السعادة والضيق .
شيء آخر يجب أن تشعر به في مثل هذه اللحظات الماتعة ، إنه جنة بيتك وحضن أخواتك الحنونات ، وإن كان لك أم راضية عنك فيا سعدك وهناك ، وأكتاف إخوانك الذين يقفون سنداً لك في حاجتك وفاقتك .
الله ما أجمل الرضى ، ما أعذب القناعة .
الآن ارفع بصرك إلى الفضاء الواسع ، إلى حيث لا يقف بك الخيال حتى تبلغ ملكوت السماء إلى فردوس النعيم إلى رب العالمين ، الرحيم الرحمن الودود اللطيف الكريم العظيم العفو الغفور النافع الرازق المعطي الواهب ، الله .. تأمل هذه الأسماء والصفات ، وتقلب في هذا النعيم المقيم والمقام الكريم والفضاء الشاسع والعطاء الواسع .
ألا تشعر بمثل هذا ، ألم يمر بك هذا الإحساس من قبل ، إنك إذاً قد عشت يوماً من أيام الدنيا الجميلة .
ومثل هذا يكفيني أنا كرجل بسيط !
تعليقات
إرسال تعليق