الله ما أعذب الحب ، ما أجمل هذا الشعور العميق ، وما ألطف الكتابة عنه وبه وفيه .
لم أعد أستغرب كيف يهيم الحبيب على وجهه ، لا يعرف أي أرض تقله ولا أي بقعة تسعه ، ولم يعد يثيرني منظر المحبين والعاشقين وهم منتشين فرحاً وراقصين طرباً عند لقاء المحبوب .
تهدأ نفوسهم وترق طباعهم وترطب مشاعرهم ويجري على ألسنتهم الانسياب والعذوبة ، تتسع أحداقهم لكل جميل حتى يرون الكون جميلاً والدنيا هانئة والحياة بديعة ، ليس لأنها كذلك فقط ولكن لأنهم يفكرون بأذهان صافية ونفس قريرة وبصيرة مفعمة وقلوب مترعة بالمشاعر الإيجابية وصدور رحبة واسعة كبيرة .
يا الله .. ماذا أحدث فيهم الحب ، لقد خلقهم من جديد ، وابتنى فيهم حياة حافلة بالفأل والسرور والسعادة .
والله ما أعذب الحب ، ما أجمل هذا الشعور العميق ، وما ألطف الكتابة عنه وبه وفيه .
يا صديقي ، لا ألومك فيما أنت فيه ، إن الحب الذي أبدلك ملاكاً ناعماً وصنعك طائراً كروانياً سارحاً وطار بك في سماوات الجمال وأغرقك في أعماق الكمال واللذة يفعل مثل ذلك وأكثر .
ارتمي في حضن صاحبك ، إنه جنتك الخاصة وفردوسك المعلّى وظلك الظليل ، داعب عينيه وخديه وأذنيه وخلل بين شعر رأسه ، اقترب منه واشتم رائحة العطر التي تخصك ، واهمس في أذنيه بطلسم السحر النافذ " أحبك " .
ثم اسحب جسدك المتخدر إلى الوراء ، إنه موعد العينين .. لأن الكلمات أتفه من أن تعبر عن ذلك ، دع عينيك ترسل برقيات الحب الخالصة واحذر أن تكون لك خائنة أعين أو ما تخفي الصدور .
والله ما أعذب الحب ، ما أجمل هذا الشعور العميق ، وما ألطف الكتابة عنه وبه وفيه .
ليس شيء يحفظ الود يا صديقي مثل الوفاء ، ولأنه عملة صعبة وقطعة نادرة ، عزّ علينا أن نجد الحبيب الوفيّ .
أما وقد عثرت على ضالتك فلا تفرط فيها ، وارقد بسلام في أحضانها وعضّ عليها بالنواجذ ، وكن لها الأب الرفيق والأم الرؤوم والأخ الصديق والولد البار وأكثر من ذلك أن تكون " الحبيب الوفيّ " .
مساكين أولئك العاديون ، ممن لم يذق للحب طعماً ولا للحياة نكهة ، إنهم بمشاعر فاترة وأحاسيس باردة .
- ولكن الغيرة تكاد تفتك بي ، لا أرى صاحبي في مكان إلا سبقني الشك ، ولا أستوضحه في أمر إلا غلبني الظن ، حتى أصبحت عليه شرطياً صارماً ورجل مخابرات غليظ .
لا تثريب عليك ، وهل الحب إلا المد والجزر ، الشك واليقين ، ولو عرفت أن حبيبك استسلم لك حتى لا تعود له رغبة في فكاك إلا سئمته ومللت وصاله .
ولا يذيقك حقيقة الحب أو أصل العشق إلا من أنبت في رأسك نخلة وزرع في قلبك شعرة من شدة التحري والتحرق والشوق ، مثل سراب بقيعة تحسبه خالصاً لك وإذا بك في سباق جديد ، وهذا من شقاوة الحبيب وغرامك به .
- لا تبالي بتعجرفي يا حبيبي ، إنما أخفي به ذلي وحاجتي .
وقد ركب الله هذا الحب من ( ذلة ولذة ) وما تشابهت ألفاظهما إلا لأنهما تداخلا حتى ما عدت تعرف أكانت اللذة في التذلل أم استمرأت ذلة الحب حتى تلذذت بها .
تعليقات
إرسال تعليق