التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٦

ماذا يجد الشاب السعودي في «سناب شات» ليدمن عليه؟

لم يتصوّر محمود الفقيه -30 عاما- أن يهجر تماما حسابه في برنامج الصور الشهير “أنستغرام” إذ أصبح في الفترة الأخيرة يزوره لماما، قبل أن يتركه مطلقا، مخلفا وراءه آلاف المتابعين والمعجبين بمحتوى صوره، حصل عليهم طيلة سنوات من الاهتمام بالحساب وتفاصيله الدقيقة. لم يكن قراره بهجر حسابه صادرا من الملل الإلكتروني الذي غالبا ما يراوده وهو المدمن على شبكات التواصل الافتراضي, ولكنه وهج برنامج “سناب شات” الذي أخذ يبتلع وقته وتركيزه رويدا رويدا. “سناب شات” تطبيق رسائل مصورة وضعه إيفان شبيغل وروبرت مورفي، ثم طلبة جامعة ستانفورد. عن طريق التطبيق، يمكن للمستخدمين التقاط الصور، وتسجيل الفيديو، وإضافة نص ورسومات، وإرسالها إلى قائمة التحكم من المتلقين. يعين المستخدمين مهلة زمنية لعرض لقطاتهم من ثانية واحدة إلى10 ثواني، وبعد ذلك سوف تكون مخفية من الجهاز المستلم وتحذف من الخوادم الخاصة بسناب شات أيضا. تصدرت السعودية الترتيب الأول عربيا والثاني عالميا في استخدام برنامج «سناب شات» حسب تقرير نشرته شركة الأبحاث البريطانية “Globa WebIndex” أوضحت فيه عددا من الأسواق الرائدة في استخدام برامج الدردشة...

إذ لا يستقيم العلم

برغم أن الثورة النزيهة ثم الحرب الكريهة في بلاد الشام لها خلطة معقدة ومشتبكة من الأسباب والأسرار ، ولكن هذا المشهد المؤسف يفسر عندي " بعض " أسباب ما يحدث في سوريا . وهو - كما نُقل - لابن أحد ضباط النظام يرقص أثناء الدرس غير آبه بمعلمته ، وزملاؤه غارقون في الضحك ، ويلتقطون صورة لهذه المسرحية الهزلية وكوميديا الواقع السوداء . وكما نقل لنا أيضاً ، فإن ابن الضابط آمِن من كل عقوبة ، لأنه ينتمي إلى طيف القابضين على البلد ، حيث صاحب الكرسي وحاشيته هم المقدم على كل معنى وأحد ، ولا يجرؤ مخلوق على مطاولتهم بلوم أو عتب . وفوق جريمة هذا الشاب في حق العلم وجنابه ، فإنه انتهك مقام هذه المرأة وهي في مثابة والدته المصونة ، وهي تحاول أمامه أن تبتلع بكل مضض مشهد إهانتها وانتقاص قدرها دون إبداء ردة فعل ، لأن هذا الصبي المنفلت أهم من علمها ومقامها ، وربما بلدها كله بشجره وحجره وبشره . ولعلك رأيت سيدي العربي - غير المكترث - في بحر المقاطع التي تحتشد في هاتفك ببرود ، أفظع من هذا المقطع التافه ، وما هو أنكى في أمر إخوتنا السوريين المستضعفين ، ولكن هذا المقطع وحده استوقف بصري المنكس...

كلام في السياسة

عندما يجدّ في السياسة شيء ما ، فليس من المنصوص عليك أن تتخذ موقفاً منه ، وتلهث لتُسمع العالمين والأولين والآخرين رأيك تجاهه ، وتلاحقه حتى تأتي أقصاه ، وتسرع لابتلاع كل ما يتعلق به وينجم عنه ، وكأن قناة بريطانية شهيرة ستستضيفك في نشرة المساء وتستجوبك على طاولة أفذّ مذيعيها . هوّن عليك يا صاحبي ، لعل جليسك في " القهوة " لا يأبه لموقفك أو يحفل بكلامك ، فضلاً عن هديرك في الفضاء الافتراضي وكأن العالم يرقب منك دلواً في هذا الحدث أو ذاك . سيما إذا كان الخبر مدوّياً ، تجد الناس تغرقه حديثاً ، وكأن تعميماً صدر من جهة حكومية غارقة في بيروقراطيتها تهيب بالمواطنين المشاركة في هستيريا التعليقات والتحليلات السمجة . كان الحدث السياسي فيما مضى وقبل ثورة الاتصالات يدوّي في واقعه ، ويطبخ في معامل الصحافة لينتج ناجزاً حصيفاً في طبعة الصباح ، يتناوله الناس مع طاولة الإفطار مشبعاً بآراء كبار المحللين والعارفين . بغض النظر عن فرص التضليل الواسعة التي كانت تمتلكها الحكومات يوم كانت تحتكر وكالات الدعاية والأخبار ، ولكن الخبر من جهة انتشاره في المجتمع كان يأخذ كفايته من الوقت والإثراء والإن...

عن مكالمة فائتة لا يمكن استدراكها

- رثاء أقل مما يليق به محمد - كان صباح اليوم كئيباً ، يشبه صباح السبت البائس الذي حملت ظهيرته خبر وفاة والدتي الكريمة . حاولت النوم ، وجدت صعوبة شديدة في التقاط أول خيوط النعاس ، زارني إحساس غريب أنه صباح لا يبشر بخير - والحمد لله على كل حال - . لم يمر الكثير من الوقت قبل أن يخيّم خبر وفاة الصديق اللصيق " محمد مبارك الفلاحي " مثل ليل بهيم يشد جنود سواده الكالح إلى ميدان السماء . سريعاً .. تنهال الذكريات التي أصبحت - ويا للأسى - من رماد بمجرد هطول هذا الخبر المؤسف . لم تكن الذكريات بعيدة جداً ، كانت طرية تواً ، كانت مكالمة مفقودة بالأمس لم أحظى بفرصة استدراكها ، ولن أحظى بذلك أبد الآبدين ، ذلك لأن صاحبها أصبح في طيّ الموت . كنت أتمنى لو استقدمت من أمري ما استدبرت لأعاود الاتصال به ، لعلها تكون وصية ، نكتة عابرة نتناولها للمرة الأخيرة ، لعلها نصيحة ، أو مشروعاً ، كعادة المكالمات الكثيرة التي جمعتنا طويلاً ، وأصبحت أكثر وأغزر في أيامه الأخيرة . وما أقسى أن تقول أيامه الأخيرة لرجل تتمنى لو بقي على وجه الأرض أطول مما يأتي به القدر ويتيح له الأجل . لعل المكالمة التي خُنقت في ...