كان مدافعاً صلباً ، هذا أقل ما يوصف به الآن ، وأصدق ما يمتاز به سابقاً ، يستميت في إنقاذ فريقه من هجمات الخصم ، بدأت شهرته تزداد وهجاً بمرور الوقت ، يتفانى في خدمة كل فريق يلعب لصالحه ، لقد طبقت سمعته الحسنة في خط الدفاع ملاعب الحواري التي تنتشر في القنفذة . يضاف إلى ذلك روحه الحلوة التي تأتلق في داخله ، ودماثة خلقه التي صنعت له حضوراً اجتماعياً لافتاً في أوساط زملاء دراسته وفريقه وقريته . لم يكن يدور في خلده لحظة أنه سيواجه ذلك التحدي الصعب ، يمضي حياته مستمتعاً بكل فرصها المتاحة ، حتى حانت ساعة مفصلية في منظومة حياته ، وقع له حادث مروري مروع انتهى إلى شلّ أطرافه السفلية إلى أجل غير مسمى ، أمسى في واقع كالح وشديد القتامة ، لقد خسر الرهان على ساقيه التي كان يطلقها للريح مدافعاً يذرع أركان الملعب ، وسارحاً يجوب أطراف قريته الوادعة . لقد توقف عن اللعب الآن استجابة لظروفه الجديدة ، كان الخبر مفجعاً بالنسبة له ولأترابه ، لكن المفاجأة كانت تسكن داخل قلبه الكبير ، لقد تفجرت ينابيع الفأل في أعماقه ، عندما تعطلت قدميه أصبح تركيزه منصباً على أعماقه التي أطلق لها العنان ، زاد حضوره ...
مجموعة من المقالات والخواطر يكتبها عمر علي البدوي ( تويتر : omar_albadwi )