يبدو أن الفساد لا يستريح إلى التخفي ، فهو ما يلبث أن يتنامى حتى يفتضح سره ويتفشى حتى ينكشف أمره ، وهذه سنة الله العلي القدير أن يضع الفاسدين تحت شمس الفضيحة وطائلة الحساب . ورهام حكمي لم تكن سوى فرصة مخزية لتداول مسألة الفساد ، وضربة قاضية من هذا الشبح الغليظ في جسد هذه الفتاة المسكينة . لا يكتفي الفساد أبداً بغصب الناس حقوقهم وسرقة أملاكهم ومحاصصتهم في المغنم والمكسب بل يتجاوز جشعه ويتطاول نهمه إلى تلويث دماء المساكين والفتك بمقدرات الحياة في أجسادهم . ولأن الفساد إبليس سياسي لا يهنأ بغير البوار للعمران والخسارة للإنسان فإنه لم يكتفي بمعاناة رهام مع مرض الأنيميا القاسي الذي يلزمها الفراش ويوخزها بالألم البراح ويفسد عليها مادة الحياة وماء النجاة بل لوّث بقية الدم الذي تعتاش عليه . الفساد يا رهام هو صمتنا المخزي عن الخيبات المتكاثرة لمؤسساتنا ، أو هو كلامنا الذي نتسلى به في مجالسنا وتجمعاتنا الإلكترونية ، هو متاجرتنا الإعلامية بقضايا الناس لتصفية الحسابات وإزاحة الخصوم ، هو النجومية الخنفشارية أو بهلوانية الكلام الفارغ الذي لا يقدم ولا يؤخر ولا يسمن ولا يغني ، هو الأطراف المؤدلج...
مجموعة من المقالات والخواطر يكتبها عمر علي البدوي ( تويتر : omar_albadwi )