عن قصة شخصية لا تهمّك بالضرورة يحدث أن يعيد الإنسان النظر في تاريخه الشخصي ، عن نقاط فاصلة جاء ما بعدها خلاف ما كان قبلها ، عن إضافة شخص أو عادة أو معنى إلى حياته ، فانقلبت رأساً على عقب ، وتحولت على نحو يرسخ تلك اللحظة ، ويجعلها منطلقاً لعمره الحقيقي ، وانبعاثاً لحياته المختلفة . ماذا لو كانت تلك اللحظة ، هي كونك أصبحت قارئاً نهماً للكتب ؟ وهذا الوصف بحد ذاته مغرٍ جداً ، وتعبير سخي عن نمط حياتي راقي ، ومن الطراز النبيل . ولذا أقول بكثير من الاستعراض - الذي لا أخجل منه - أنني أصبحت قارئاً منذ عشر سنوات بالتمام ، إنه عمر قصير بالقياس إلى تلك النماذج العظيمة التي التهمت أطناناً من المؤلفات ، وقطعت أشواطاً من عمرها في سبيل القراءة الدائبة ، ولكنه عمر مؤثر ، ومثمر ، وزاخر . وهو ارتباط العاشق الذي يقدم حصص القراءة اليومية على كل ملذاته ، وربما على واجباته ، وذلك اعتراف خطير ، وسر أسير ، أصبح متاحاً مشاعاً بغرض الاستعراض أولاً ، ثم التأريخ لعلاقتي الشخصية مع هذه العادة النبيلة . وإني أصفها غير مكترث بالنبل ، لأنها تنعكس على حياتك بالطهر والفضيلة ، وهل هناك أنبل من مطاردة الح...
مجموعة من المقالات والخواطر يكتبها عمر علي البدوي ( تويتر : omar_albadwi )