السبت ٧ / ١٠ / ١٤٤١ حلي وصلت البحرين ضمن جولتي حول دول الخليج ، الأجواء شبه شاتية ، سكنت في منطقة الجفير ، وحسب ما فهمت من سائق تاكسي مواطن أنها منطقة مستحدثة بعد ردم البحر ، وإنشاء الفنادق الشاهقة والشقق السكنية التي يغلب فيها الأجانب والنزلاء العابرين . بطبيعة الحال ، كانت الانطلاقة الأولى من " باب البحرين " وهو منطقة تاريخية وسوق قائمة حتى اليوم ، يبدو المكان غاصّاً بالعمالة الأجنبية ، ويسعك رغم ذلك أن تتلمس روح المكان والطابع المحلي في التصميم الذي كان يراعي الحاجات البسيطة للسكان قبل أن تتسع مع التطور العصري للبلاد . منطقة لا تُملّ نتيجة الحركة الدائبة فيه ، كما أن المكان يلبي رغبتي في التسكع وسط الأزقة الضيقة للتأمل في طبيعة الحياة وتفاصيلها الصغيرة التي تحتفظ بالطابع دون رتوش ، قررت أن أمضي في الطرق حتى تتعب قدماي . بالغوص في الشوارع الخلفية لباب البحرين ، بدأت تظهر الحسينيات مزينة بالشعارات القماشية والواجهات المزخرفة والأضواء الموزّعة على بواباتها ، وددت لو استطعت الولوج في إحداها ، ومجالسة مجموعة من كبار السن عند أحد عتباتها ، لكنني ترددت وتوقفت عن ذلك...
مجموعة من المقالات والخواطر يكتبها عمر علي البدوي ( تويتر : omar_albadwi )