التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2015

عبث الآلات

إذا فقدت صديقاً أو خليلاً بفعل الموت أو السفر أو مشكلة من نوع ما قبل خمسين عاماً، سيكون نسيانه صعباً، وستحتاج إلى طقوس مختلفة لتحصل على حياة خالية من ذلك الرفيق، ستظهر فيها أقصى ما تستطيع من الاحترام والتقدير والألم على فراقه. لو حصل ذلك اليوم، فإنك لن تحتاج أكثر من أسبوع لتلتئم حياتك مجدداً وكأن الله لم يخلق لك ذلك الآدمي الذي كان صديقاً أو شقيقاً، واليوم أصبح في طيّ الغيب أو الغياب. لماذا ينسى الناس الآن بسرعة جنونية؟ أعتقد -وعلى حد محاولتي المتواضعة للفهم- أن جيلنا المعاصر يعاني من تسطيح المشاعر. وذلك لأنه وبفعل الانفتاح العلاقاتي الكبير والتقنيات الاتصالية الضوئية، تتكون لديه مشاعر وانطباعات تجاه الأشياء والأشخاص دون أن تحصل على الوقت الكافي للنضج. أصبحت علاقاتنا ومواقفنا بفعل هذا الانقلاب الاتصالي والثقافي أشبه ب الوجبات السريعة ، من جهة سرعة اختمارها وإنضاجها وأضرارها، وهذا يتسبب تقريباً في عمليات التعلق والارتباط والانفصال والنسيان المتعجل. ليس للمسألة علاقة باستمراء الخيانة أو الميل للطباع اللئيمة، ولكنه تعبير عن مستوى التأثير الذي تتركه حمى العصر داخل المجتم...

عشر سنوات كقارئ !

عن قصة شخصية لا تهمّك بالضرورة يحدث أن يعيد الإنسان النظر في تاريخه الشخصي ، عن نقاط فاصلة جاء ما بعدها خلاف ما كان قبلها ، عن إضافة شخص أو عادة أو معنى إلى حياته ، فانقلبت رأساً على عقب ، وتحولت على نحو يرسخ تلك اللحظة ، ويجعلها منطلقاً لعمره الحقيقي ، وانبعاثاً لحياته المختلفة . ماذا لو كانت تلك اللحظة ، هي كونك أصبحت قارئاً نهماً للكتب ؟ وهذا الوصف بحد ذاته مغرٍ جداً ، وتعبير سخي عن نمط حياتي راقي ، ومن الطراز النبيل . ولذا أقول بكثير من الاستعراض - الذي لا أخجل منه - أنني أصبحت قارئاً منذ عشر سنوات بالتمام ، إنه عمر قصير بالقياس إلى تلك النماذج العظيمة التي التهمت أطناناً من المؤلفات ، وقطعت أشواطاً من عمرها في سبيل القراءة الدائبة ، ولكنه عمر مؤثر ، ومثمر ، وزاخر . وهو ارتباط العاشق الذي يقدم حصص القراءة اليومية على كل ملذاته ، وربما على واجباته ، وذلك اعتراف خطير ، وسر أسير ، أصبح متاحاً مشاعاً بغرض الاستعراض أولاً ، ثم التأريخ لعلاقتي الشخصية مع هذه العادة النبيلة . وإني أصفها غير مكترث بالنبل ، لأنها تنعكس على حياتك بالطهر والفضيلة ، وهل هناك أنبل من مطاردة الح...

ماذا يخطر في بالك ( 6 ) ؟

هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) . راجياً لكم النفع والفائدة  . الشعر عند العرب له مقام ، فهو ديوانهم ومخزن تاريخهم ، لسان قبائلهم وصحيفة شمائلهم ، من مهر فيه حاز تقدير الناس وانتباههم ، وكان فيهم كالنبي النابغ والعلم اللامع . وهو عند العرب لغة وسليقة ، فهم أهل قلوب طرية ونفوس شجية وهذا أقرب ما يكون إلى روح الشعر وأمهر من يقول به . والمجتمع الذي يحافظ على مكانة الشعر ويقيم له أسواقه ويرسخ أعراقه فإنه مجتمع يؤمن بأصالته ولا ينبو تاريخه ، المجتمع الذي يحتفل بالشعر والشعراء إنما يفعل ذلك رغبة في المضي متماسكاً منسجماً مع هويته ولغته التي فيها بناؤه ودواؤه . الشعر أيها السادة غناء ، وهو أطرب في السمع من لذة الإيقاع ، وأكثر من العزف إشباعاً وإمتاع ، والشعر فلسفة تستبين في كلماته المضمر من شخصيتك وتستوضح المقبل من أيامك ومستقبلك ، وإذا استطعت أن تستدبر أو تستقبل بعض يومك فليكن الشعر دواتك وملازمك ، فإنه المسلاة والحياة إن أردت . ............ التطور والتغير والتحول وربما الانتكاس والنكوص والتحلل والانبعاث وسوى ذلك من الألفاظ والأحوال ، ...