في طريقنا إلى المدينة المنورة ، قافلين من مكة المكرمة بعد أداء شعائر العمرة المباركة ، مع مجموعة من أحباب القلب والوقت يقترب من منتصف الليل ، يطوينا شوق كبير إلى ديار المصطفى الحبيب . أغلبنا لم يزر تلك البقاع الطاهرة منذ سنوات ، في طريقنا بدأ البرد يستقبلنا بطريقته الخاصة ، يتسرب بهدوء إلى عظامنا ولكن حرارة الشوق والانتظار تنشر الدفء في أعماقنا . لوحات الطريق تسلينا ونحن نسابق النظر إلى أعداد الكيلوات المتبقية للوصول إلى حيث المدينة المنورة ، عبق التاريخ الذي تشبعنا بأخباره وأنواره يضوع في المكان ، صور الملاحم ومشاهد الحياة النبوية تتقافز في أذهاننا ، نحن في الطريق إلى حيث البدايات الساحرة لتاريخنا ، ذلك البرود الهستيري الذي يعانيه " السعوديون " تجاه البقاع التاريخية يقتل اتصالنا بالتاريخ يبدد إحساسنا المفعم بالانتماء إلى هذا الدين وكل أشيائه الباقية والدارسة . وصلنا .. وفي البدء كان مسجد قباء يمد مآذنه إلى السماء ، متصلاً بالملكوت الذي بعث بالرسالة والأمانة ، تتهادى إلى مسامعي لحظة بنائه وتنادي الصحابة ونبينا الكريم لاستكماله وتشييده ، شريط الأيام يمرّ متعجلاً إلى
مجموعة من المقالات والخواطر يكتبها عمر علي البدوي ( تويتر : omar_albadwi )